اخر الاخبار

السبت، 8 سبتمبر 2012

عزوف شباب الحويجة عن الزواج بسبب غلاء المهور


تتصدر مشكلة ارتفاع المهور الاسباب الرئيسية لعزوف شباب الحويجة عن الزواج فالمهر ومصاريف العرس وطلبات اهل العروس وبخاصة امها اصبحت عقبة امام الراغبين دخول عش الزوجية
يقول حسن علي للحويجة الان بأنه لا يستطيع الزواج فلا يملك المهر المطلوب وليس لديه عمل دائم او منزل خاص ، وما حالة (حسن) الا أنموذج لعشرات الشباب في القضاء والنواحي والقرى التابعة له الذين حرمتهم المهور المرتفعة وانعدام فرص العمل من الزواج والاستقرار وتأسيس حياتهم الجديدة
ويضيف حسن (34 عاما) الذي يعمل حمال في علوة الحويجة الشعبية لبيع الخضار “ليس عندي عمل دائم وما اكسبه من عملي لا يكفي لتلبية احتياجات عائلتي المكونة من ابويي واخواتي الاربع فالاجور اليومية التي اكسبها من تحميل الخضار لا تسد مصروف البيت فكيف ساجمع المهر لمن سأتزوجها""

اغلب افراد المجتمع يتفاخرون بأرتفاع مهر بناتهم عند تزويجهن وتنوع الطلبات من غرفة النوم والذهب حتى وصلت الى نوع سيارة العرس ومكان الحفل؛ في قاعة للمناسبات بدلآ من منزل العريس

خلف حمد اللجي يسكن قرية المنزلة 6 كم أكد للحويجة الان ارتفاع المهور واختلافها بين عشيرة واخرى في المدينة وقال ان “عشيرتي (البو جبر) يزوجون لأبناء عشيرتهم بمهر لا يتجاوز مليوني دينار، بينما يفرضون مهر اعلى في حالة التزويج لأبناء العشائر الاخرى"
ويضيف اللجي (45)عاما ويعمل موظف تربوي ان المهر المقدم هو للعروس وليس لاهلها ويتوقف مقدار المهر في بعض الحالات على العريس نفسه فتجد والد العروس لا يطلب مهراً تقديرآ لزوج ابنته واهله وانما "يدعوه لشراء ما تحتاجه او تطلبه العروس فقط دون فرض مبلغ محدد كمهر لها"

تقطعت السبل على بعض الشباب واصابهم اليأس من تحقيق حلمهم في تأسيس اسرة وفتح بيت بسبب ما يصفونه بجشع اولياء الامور في المجتمع لمغالاتهم في مسألة الزواج وفرض مطاليب زائده بحسب تعبير هولاء الشباب

فلا يأمل الشاب علي محمد (العاطل عن العمل والذي سيودع السنة 34 من عمره) ان يتزوج في السنتين القادمتين ويشكو من قيام اغلب العوائل بفرض طلبات كمالية على طالبي "الزواج من بناتهم كمثاقيل الذهب المكلفة بالاضافة الى المهر وغرفة النوم التركية والتعهد باقامة حفلة عرس في قاعة للاعراس مع فرقة موسيقية وانتهاءاً بالمهر المؤجل (المؤخر) الذي يتجاوز في اقل تقدير بضع ملايين من الدنانير التي حيرت الشباب في كيفية جمعها"

علماء الدين انتقدوا مسالة ارتفاع تكاليف المهور، واعتبرها البعض من الاسباب الرئيسة لعزوف الشباب عن الزواج
مسؤول الارشاد الاسلامي في اوقاف المدينة استنكر ظاهرة غلاء المهور وطالب الاباء بألاقتداء بالنبي الكريم محمد صلى الله علية وسلم عندما كان يزوج الشاب بما يحفظه من القرآن الكريم ، اما امام وخطيب جامع الزرارية  في ناحية الزاب  عبدلله العبدالرزاق قال "ان ارتفاع المهور من اهم الاسباب التي تجعل شباب اليوم ينفرون من الزواج ومن واجب علماء الدين توعية المسلمين لتجاوز هذه الظاهرة"
المعلمة س،ع (36) سنه اوضحت للحويجة الان ان "مشكلة ارتفاع المهور لايعاني منها شباب الحويجة فقط انما هي مشكلة تخص البنات ايضأ فعزوف الشباب عن الزواج بسبب المهور والتكاليف المرتفعة لدخول الحياة الزوجية وضع البنات امام ظروف اجتماعية قاسية توصلها الى العنوسة بقلة الفرص المتاحه لاختيار الزوج المناسب"
واضافت المعلمة ان "تقبل العوائل لواقع ان الفتاة يجب ان تكمل دراستها وتتعلم جعلها امام مسؤولية كبيرة في العمل على تغيير افكار المجتمع المتعلقة بالتباهي بالمهور ورفع تكاليف الزواج لانها نصف المجتمع وقادرة على التغيير"
رئيسة فرع منظمة حرية المرأة خديجة محمد بينت أن هذا الموضوع شائك ويتطلب تعاون وجهد حقيقي من الجميع وبخاصة منظمات المجتمع المدني لتوعية الأهالي للتخلص من هذه المشكلة
وأضافت رئيسة المنظمة أن "القيام بحملات توعية بالتعاون والتنسيق مع رجال الدين ووجهاء العشائر كفيله بتغيير هذه المفاهيم البالية التي لا تتناسب مع القيم الاخلاقية والانسانية لديننا السمح ومجتمعنا المتعاون"

وبرغم اتفاق الجميع ان أرتفاع المهور مشكلة تساهم في تعطيل الانتقال الى الحياة الزوجية للكثير من الشباب ومن نتائجها السلبية العنوسه الا ان بعض الفتيات والامهات يشجعن ذلك ويأخذن الموضوع من جانب اخر

الشابة ي،ج 22 سنه تقول انها ابلغت والدتها بعدم موافقتها على اي شاب يتقدم لخطبتها اذا لم يتمكن من دفع مهر ضعف مهر ابنة خالتها التي تزوجت بمهر بثلاثة ملايين دينار
وتضيف الشابة انه "من لايدفع مهري لا يستحق ان اكون زوجته ولا يهمني كلام الناس فمهر الفتاة دليل على قيمتها ومكانتها ومن يحبني بصدق سيفعل المستحيل لكي اوافق عليه مهما طلبت"

بعض الشباب انهكتهم مصاريف زواجهم وبدل التنعم والتمتع بالاستقرار والتطلع الى المستقبل كان عليهم دفع ضريبة تحولهم من عزاب الى متزوجين مدينين
محمود حاتم عمار (تعين منذ ايام كمعلم جامعي) يأمل ان يسدد ما تبقى من ديون زواجه المتراكمة منذ عامين حالما يبدأ بتسلم راتبه في وظيفته الجديدة
لم يخف حاتم (28 عاما) تذمره وانزعاجه وهو يروي للحويجة الان مصاريف زواجه التي اثقلت كاهل عائلته التي اضطرت لأستلاف مبالغ كبيرة لاتمام (الزواج المبارك) كما يصفه
فلم تتمكن ايام عامين مضت من الزواج ان تمحي من ذاكرة حاتم شيئاً من مطالب اهل العروس وبخاصة امها فذكر الاوامر (كما يسميها) للحويجة الان وبالتسلسل كما طلبوها منه قائلآ "المهر 4 ملايين ونصف دفعتها نقدأ ومليونان للذهب وغرفة نوم اشترطت حماتي ان تكون تركية المنشأ وجهزت غرفة متكاملة بأثاث ومواد كمالية"
واضاف "حتى بدلة العرس والسيارة وزينتها وصالون التجميل والتصوير والقاعة كلها فرضت علي دون رضى مني او من زوجتي التي لم يكن لها كلام عند والدتها المحتفلة والمسرورة ليس بزواج ابنتها بل بالتفاخر امام جيرانها ومعارفها بزواج ابنتها وكان همها الانتقام من نسيبها الجديد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق